متى يزول خطر التسريب بعد التكميم؟ | البروفيسور عائض القحطاني

تُعد عملية التكميم الجراحي واحدة من الخيارات الفعّالة لمكافحة السمنة وتحسين نوعية الحياة وأكثرها فعالية، إلا أن بعض المرضى قد يشعرون بالقلق من أحد المضاعفات المحتملة، وهو تسريب المعدة، هذا التسريب يُثير العديد من الأسئلة، أبرزها متى يزول خطر التسريب بعد التكميم؟ في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة لفهم معنى التسريب، أسبابه، أنواعه، ومدى خطورته، مع تسليط الضوء على الفترة التي يمكن أن نعتبر فيها المريض خارج دائرة الخطر، إذا كنت مقبلًا على الجراحة أو أجريتها مؤخرًا، فهذا الدليل سيمنحك كل ما تحتاج معرفته لتطمئن على صحتك وتتجنب المضاعفات.

ما المقصود بالتسريب بعد التكميم؟

التسريب بعد التكميم هو أحد أخطر المضاعفات المحتملة التي قد تحدث بعد إجراء عملية تكميم المعدة والتي تُعد من أشهر جراحات السمنة، ويُقصد به تسرب محتويات المعدة كالطعام والسوائل والعصارات الهضمية المحمّلة بالبكتيريا من داخل المعدة إلى تجويف البطن، عبر ثقب أو تمزق في خط التدبيس الذي يُغلق به الجراح المعدة بعد استئصال الجزء الأكبر منها.

في عملية التكميم، يقوم الجراح باستئصال نحو 70-80% من حجم المعدة، ثم يستخدم دباسات جراحية لإغلاق الجزء المتبقي، في حال لم تلتئم هذه المنطقة بشكل جيد، أو حدث ضعف أو تمزق في خط الدبابيس، فإن هناك احتمالًا لتسرّب محتويات المعدة إلى الخارج.

متى يزول خطر التسريب بعد التكميم

متى يزول خطر التسريب بعد التكميم؟

يتساءل الكثيرون متى يزول خطر التسريب بعد التكميم، والحقيقة أن هذا الخطر يقل تدريجيًا مع مرور الوقت، إلا أنه يبلغ ذروته خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الجراحة، وبشكل خاص في الأسبوعين الثالث والرابع، حيث تزداد احتمالية حدوث التسريب نتيجة تمزق بعض الدبابيس دون سبب واضح.

  • بعد الأسبوع السادس يصبح حدوث التسريب نادرًا.
  • أما بعد مرور 3 أشهر فيكون احتمال حدوث التسريب ضئيلًا جدًا.
  • ويُعتبر خطر التسريب منعدمًا تمامًا بعد مرور عام من العملية إذ تكون المعدة قد التأمت بالكامل.

لذا، يمكن القول إن خطر التسريب بعد عملية التكميم يبدأ بالانخفاض بشكل ملحوظ بعد الشهر الأول، ويختفي بشكل شبه كامل خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة وذلك تبعًا لاستجابة الجسم والتزام المريض بالتعليمات الطبية مما يوضح بجلاء متى يزول خطر التسريب بعد التكميم.

ما هي أسباب التسريب بعد التكميم؟

تتعدد أسباب التسريب بعد عملية التكميم، ويمكن تصنيفها إلى عوامل جراحية وأخرى تتعلق بسلوك المريض بعد العملية، وفيما يلي أبرز الأسباب:

أولًا: الأسباب الجراحية

1. عدم إحكام غلق المعدة (تمزق خط التدبيس)

خلال عملية التكميم يتم تدبيس الجزء المتبقي من المعدة باستخدام دبابيس خاصة، إذا لم تُغلق بشكل صحيح، أو إذا حدث تمزق في الخط لاحقًا، تبدأ العصارات الهضمية بالتسرب إلى الخارج.

2. قلة خبرة الجراح أو ضعف التقنية الجراحية

الجراح الذي لا يمتلك خبرة كافية في جراحات السمنة قد يخطئ في تحديد الموضع المثالي للقص والتدبيس، أو يستخدم أدوات قديمة أو تقنية غير مناسبة، ما يؤدي إلى تسريب.

3. إزالة نسبة أكبر من المعدة عن المطلوب

عند إزالة أكثر من 80% من المعدة، يصبح الجزء المتبقي معرضًا لضغط كبير، مما يزيد احتمالية تمزق المعدة في مناطق التدبيس الضعيفة.

4. ضعف في أنسجة المعدة أو استخدام أدوات رديئة

إذا كانت أنسجة المعدة هشة أو تم استخدام دبابيس أو خيوط منخفضة الجودة، فإن الجرح لن يلتئم جيدًا، ويحدث تسريب بمرور الوقت.

ثانيًا: الأسباب المرتبطة بالمريض

1. عدم الالتزام بتعليمات الطبيب بعد العملية

أكبر الأخطاء التي يرتكبها المرضى هي التسرع في تناول الطعام بكميات كبيرة أو البدء بتناول الأطعمة الصلبة قبل الموعد المحدد، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل المعدة وبالتالي تمزق خط التدبيس.

2. بذل مجهود بدني مفرط في وقت مبكر

العودة السريعة للأنشطة اليومية الشاقة مثل حمل الأوزان أو صعود السلالم قد تضعف التئام الجروح، مما يسبب تمزق التدبيس وحدوث تسريب.

3. التدخين

يسبب التدخين انخفاضًا في تدفق الدم إلى الأنسجة، ويؤخر عملية التئام الجروح، مما يزيد من احتمال تمزقها وحدوث تسريب.

4. أمراض مزمنة مثل السكري

مرض السكري يُعد من العوامل المؤثرة في التئام الجروح، إذ يُبطئ التئام الأنسجة ويساهم في زيادة احتمالية حدوث التسريب بسبب عدم التئام الخياطة الداخلية بشكل جيد.

5. تناول مسكنات غير مناسبة

تناول بعض المسكنات مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل إيبوبروفين) قد يسبب تهيج المعدة وضعف التئامها، ما يزيد من خطر حدوث التسريب.

أنواع تسريب المعدة بعد عملية التكميم

أنواع تسريب المعدة بعد عملية التكميم

قبل الإجابة على سؤال متى يزول خطر التسريب بعد التكميم سوف نوضح أنواع تسريب المعدة بعد عملية التكميم والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، ويُصنّف كل نوع منها بناءً على توقيت حدوثه بعد العملية:

1. التسريب المبكر (Early Leak)

يحدث التسريب المبكر (Early Leak) خلال الأيام الأولى بعد العملية، تحديدًا من اليوم الأول إلى الرابع، ويُعتبر الأقل خطورة إذا تم اكتشافه مبكرًا، ومن الأسباب المحتملة لهذه الحالة ضعف خط التدبيس نتيجة الضغط الزائد، أو الحركة المبكرة وعدم الالتزام بتعليمات الراحة، كما يظهر المرض من خلال أعراض تتمثل في ألم في البطن، وحمى، وارتفاع في نبضات القلب، ويشمل العلاج التدخل المنظاري السريع لإغلاق التسريب بالإضافة إلى تناول مضادات حيوية.

2. التسريب المتوسط (Intermediate Leak)

يحدث التسريب المتوسط خلال الفترة الممتدة من اليوم الخامس إلى التاسع بعد العملية، ويتميز بخطورة تفوق التسريب المبكر مما يستوجب متابعة دقيقة، قد ينجم هذا التسريب عن تأخر التئام جرح المعدة أو تناول أطعمة غير مناسبة، ومن أعراضه ألم متزايد في البطن وارتفاع في درجة الحرارة واضطراب في التنفس، وفيما يتعلق بطرق العلاج فإنه يشمل تركيب أنبوب لتصريف السوائل وفي بعض الحالات يتم وضع دعامة معدية، بالإضافة إلى استخدام مضادات حيوية قوية.

3. التسريب المتأخر (Late Leak)

يُعد التسريب المتأخر بعد اليوم العاشر من أحد أخطر أنواع التسريب، إذ يمكن أن يظهر بعد أسابيع أو حتى أشهر نتيجة لتآكل خط التدبيس مع مرور الزمن أو بسبب وجود التهابات مزمنة أو عدم التزام المريض بتعليمات النظام الغذائي وممارسة مجهود زائد، ويظهر هذا النوع من التسريب من خلال أعراض مثل التعب المستمر، الألم في الكتف الأيسر، وظهور حمى وغثيان، ومن أساليب العلاج الفعّالة التدخل الجراحي الواسع لتنظيف موضع التسريب، مع إغلاق الناسور إن وُجد، وتوفير التغذية إما عن طريق الوريد أو الأمعاء حتى يتم التئام المعدة.

ما هي أعراض التسريب بعد عملية التكميم؟

أعراض التسريب بعد عملية التكميم تتنوع، لكنها غالبًا ما تكون واضحة وتتطلب تدخلاً طبياً فورياً، وتشمل أبرز الأعراض ما يلي:

  1. ارتفاع درجة الحرارة (الحمى): حيث أن الجسم يطلق استجابة مناعية تجاه عدوى داخلية محتملة، كما أن التسريب يؤدي إلى التهاب في تجويف البطن ما يرفع حرارة الجسم غالبًا إلى ما فوق 38 درجة مئوية.
  2. زيادة معدل ضربات القلب (Tachycardia): نتيجة استجابة الجسم لحالة الالتهاب أو العدوى، حيث يبدأ القلب بالنبض بسرعة لتعويض انخفاض الضغط أو لنقل الأكسجين بكفاءة، وغالبًا ما يزيد النبض عن 120 نبضة في الدقيقة.
  3. ألم شديد في البطن خاصة في الجزء العلوي الأيسر: يظهر الألم نتيجة تسرّب محتويات المعدة الملوثة إلى البطن مما يسبب تهيّج الأغشية الداخلية، ويكون هذا الألم غير معتاد ولا يزول بسهولة.
  4. ألم في الكتف الأيسر أو الصدر: وهذا الألم يسبب تهيج الحجاب الحاجز أو الأعضاء الداخلية شعورًا بالألم في مناطق بعيدة مثل الكتف الأيسر أو الصدر.
  5. الغثيان والقيء المتكرر: يشعر المريض برغبة متكررة في التقيؤ وغالبًا لا يكون مرتبطًا بتناول الطعام، بل بسبب التهاب البطن أو الضغط الناتج عن تجمع السوائل داخليًا.
  6. ضيق أو صعوبة في التنفس: نتيجة تجمع السوائل أو الالتهاب داخل تجويف البطن مما يضغط على الحجاب الحاجز والرئتين ويؤدي إلى صعوبة في التنفس أو تنفس سريع يفوق 18 نفسًا في الدقيقة.
  7. الدوخة والشعور بالإعياء العام: قد تنخفض الدورة الدموية في الجسم بسبب العدوى أو فقدان السوائل، مما يسبب الدوخة، عدم التوازن، والشعور بالإرهاق الشديد أو الضعف العام.
  8. تورم واحمرار في منطقة الجرح الجراحي: قد يظهر التورم والاحمرار الخارجي حول الجرح كعلامة على تسريب داخلي يمتد للأنسجة السطحية، وقد يكون مصحوبًا بألم عند الضغط على المنطقة.
  9. تسرب سوائل أو إفرازات من الجرح: ملاحظة خروج سوائل غير طبيعية من فتحة الجراحة وغالبًا ما تكون ذات رائحة كريهة أو لون غير معتاد، ما يدل على وجود تسريب داخلي وصل للسطح.
  10. انخفاض ضغط الدم أو قلة التبول: في الحالات المتقدمة من التسريب قد يدخل الجسم في صدمة تؤثر على وظائف الكلى والدورة الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم وانخفاض ملحوظ في كمية البول اليومية.

ظهور هذه الأعراض خاصة خلال الأسابيع الأولى بعد العملية، يتطلب التواصل الفوري مع الفريق الطبي لتفادي المضاعفات الخطيرة مثل التهابات أو فشل الأعضاء.

كيفية علاج التسريب بعد التكميم

علاج التسريب بعد عملية التكميم يعتمد بشكل أساسي على توقيت حدوث التسريب، وحالة المريض الصحية، ومدى شدة التسريب، وتُعد معرفة متى يزول خطر التسريب بعد التكميم أمرًا مهمًا لتحديد الطريقة الأنسب للعلاج، ويمكن تلخيص طرق العلاج وفقًا للمراحل كما يلي:

  1. المنظار الجراحي الاستكشافي: يُستخدم لتحديد موضع التسريب بدقة عبر إدخال أنبوب رفيع مزوّد بكاميرا من خلال شق صغير في البطن، حيث يمكن للطبيب إغلاق التسريب عبر الخياطة الدقيقة أو تركيب دعامة داخلية تمنع خروج محتويات المعدة.
  2. أنبوب التغذية (Feeding Tube): يُركّب أنبوب تغذية يمتد من الأنف إلى الأمعاء الدقيقة لتوفير الغذاء اللازم دون استخدام المعدة، مما يمنح جدار المعدة فرصة للالتئام دون ضغط أو حركة داخلية.
  3. إعطاء المضادات الحيوية عبر الوريد: تُستخدم مضادات حيوية قوية لمنع أو معالجة العدوى الناتجة عن تسرب العصارات الهضمية إلى تجويف البطن، مما يقلل من خطر الالتهاب البطني أو تسمم الدم.
  4. تصريف السوائل المتسربة (Drainage): يُركّب أنبوب في موضع الجرح لتصريف السوائل الهضمية المتجمعة، مما يخفف الضغط عن منطقة التسريب ويمنع تراكم القيح أو السوائل المصابة داخل البطن.
  5. تركيب دعامة معدية داخلية (Gastric Stent): يتم إدخال أنبوب داعم من خلال المنظار ليغطي مكان التسريب ويمنع تسرب محتويات المعدة، وتبقى الدعامة عادةً لعدة أسابيع حتى يلتئم الجرح بالكامل.
  6. التغذية الوريدية الكاملة (TPN): يتم تزويد الجسم بالسوائل والمغذيات عن طريق الوريد وذلك بهدف إراحة الجهاز الهضمي وتفادي دخول الطعام إلى المعدة خلال فترة التعافي، خاصة في الحالات الشديدة أو المتأخرة.
  7. الجراحة التصحيحية (Reoperation): في الحالات المتقدمة أو عند فشل العلاجات غير الجراحية، يُجرى تدخل جراحي لإعادة تدبيس المنطقة المتضررة أو تنظيف البطن من السوائل والعدوى، وهي خطوة تُتّخذ فقط إذا لزم الأمر.

يجب توضيح أن التدخل السريع والعلاج الفوري عند ظهور أعراض التسريب مثل الألم الشديد، الحمى، ضيق التنفس أو القيء، هو ما يُحدث الفرق في النتائج ويمنع المضاعفات الخطيرة.

هل من الممكن تجنب خطر التسريب بعد التكميم؟

نعم، من الممكن تجنب خطر التسريب بعد عملية التكميم، لكن ذلك يتطلب اتباع عدد من الإجراءات الوقائية المهمة، وتشمل أبرز وسائل الوقاية ما يلي:

  1. اختيار جراح متمرس وذو خبرة: يعد من أهم العوامل في تجنب التسريب، حيث أن التقنية الجراحية الخاطئة أو استخدام أدوات غير مناسبة يزيد من احتمالية حدوثه، ومن بين أبرز الجراحين المتمرسين في هذا المجال الدكتور عائض القحطاني، الذي يُعرف بخبرته الواسعة ومهارته العالية في جراحات السمنة، ما يجعل نسبة حدوث التسريب في عملياته منخفضة للغاية، ويمنح المرضى شعورًا أكبر بالأمان والثقة.
  2. اتباع تعليمات الطبيب بدقة بعد العملية: مثل الالتزام بالنظام الغذائي التدريجي، وتجنب الأطعمة الصلبة في المرحلة الأولى، وتفادي بذل مجهود بدني مفرط.
  3. الراحة التامة في الأسابيع الأولى: لتجنب الضغط على المعدة ومنح الجسم فرصة كافية للشفاء.
  4. المتابعة الطبية المنتظمة: لضمان اكتشاف أي علامات مبكرة للتسريب ومعالجتها فورًا.
  5. التوقف عن التدخين: لأنه يؤثر سلبًا على التئام الأنسجة ويزيد من خطر حدوث التسريب.
  6. التزام المريض بمراقبة الأعراض: مثل ارتفاع درجة الحرارة، ألم في البطن أو الكتف، أو تسارع ضربات القلب، وإبلاغ الطبيب فورًا في حال ظهورها.

بالتالي، فإن الالتزام بتعليمات الطبيب واختيار فريق طبي ذو خبرة عالية يُسهم بشكل كبير في تقليل خطر حدوث التسريب بعد عملية التكميم، مما يُمهّد الطريق للوصول إلى المرحلة التي يُطرح فيها التساؤل عن متى يزول خطر التسريب بعد التكميم.

إجراءات وقائية لمنع التسرب بعد التكميم

إجراءات وقائية لمنع التسرب بعد التكميم

الإجراءات الوقائية لمنع التسرب بعد التكميم تشمل مجموعة من التعليمات الطبية والتدابير التي يتحمل مسؤوليتها كل من الجراح والمريض، وتهدف إلى تقليل احتمالية حدوث التسريب بعد العملية، وهي كالتالي:

أولًا: الإجراءات الوقائية التي تقع على عاتق الجراح والفريق الطبي

1. على المريض اختيار الطبيب المتمرس وذو الخبرة

  • من أهم عوامل الوقاية من التسريب هو أن يُجري العملية طبيب متخصص في جراحات السمنة، ذو خبرة طويلة وسجل ناجح في إجراء هذا النوع من العمليات.
  • الجراح المتمكن يكون على دراية تامة بخطوات العملية الدقيقة، ومناطق الخطر في المعدة، وكيفية تعزيز خياطة الجرح لتقليل احتمالية التسريب.

2. استخدام تقنيات جراحية متطورة

  • مثل استخدام الدباسات الذكية التي تقوم بقياس سمك جدار المعدة آليًا وتحديد نوع التدبيس المناسب.
  • استخدام تقنية التدبيس الثلاثي والتأكد من إغلاق المعدة بإحكام يُعتبر من الخطوات المهمة في الوقاية.

3. إجراء اختبار التسريب أثناء العملية

قبل الانتهاء من الجراحة، يُجري الطبيب اختبارًا للتأكد من عدم وجود تسريب باستخدام صبغات أو غازات، مما يُمكنه من تدارك المشكلة قبل إنهاء العملية.

4. توفير رعاية طبية شاملة بعد العملية

إشراف فريق طبي متخصص بعد الجراحة يضمن المراقبة المستمرة لأي أعراض قد تشير لوجود تسريب مبكرًا، والتدخل السريع عند الحاجة.

ثانيًا: الإجراءات الوقائية التي تقع على عاتق المريض

1. الالتزام الصارم بتعليمات الطبيب بعد العملية

على رأسها النظام الغذائي التدريجي:

  • البداية بالسوائل الشفافة.
  • ثم الانتقال إلى السوائل الكثيفة.
  • ثم الأطعمة المهروسة.
  • الأطعمة اللينة والصلبة بعد شهرين أو حسب توجيهات الطبيب.

2. أخذ قسط كافٍ من الراحة

  • الراحة الكافية في أول أسبوعين إلى أربعة أسابيع ضرورية لتسريع الشفاء وتجنب أي مجهود بدني قد يضغط على المعدة.
  • يُمنع في هذه الفترة حمل الأوزان الثقيلة أو ممارسة الرياضة العنيفة.

3. الإقلاع التام عن التدخين والكحول

  • التدخين يضعف التئام الأنسجة ويزيد من خطر فشل الخياطة.
  • الكحول قد يؤثر على الجهاز المناعي ويضعف القدرة على مقاومة العدوى.

4. تجنب بعض أنواع الأدوية

  • مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والأسبرين، لأنها تزيد من خطر قرحة المعدة والتي بدورها قد تؤدي إلى التسريب.
  • يجب الرجوع للطبيب قبل تناول أي دواء بعد الجراحة.

5. حضور جميع زيارات المتابعة

زيارات المتابعة المنتظمة تسمح للطبيب بمراقبة التئام المعدة والكشف المبكر عن أي مؤشرات غير طبيعية.

6. التحذير من الإفراط في الأكل

الإفراط في تناول الطعام، حتى وإن كان سائلًا، قد يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل المعدة، مما يُشكل خطرًا على خياطة المعدة.

تجربتي مع التسريب بعد التكميم

عندما قررت الخضوع لعملية تكميم المعدة، كان ذلك بدافع تحسين صحتي والتخلص من السمنة التي أثرت على حياتي اليومية بشكل كبير، كنت أعاني من وزن تجاوز 180 كيلوجرامًا، وبدأت أواجه مشاكل في التنفس، والتعب المستمر، وصعوبة في أداء الأنشطة البسيطة، كنت أرى في التكميم طوق النجاة خاصة بعد أن سمعت قصصًا ملهمة عن من خضعوا لها وتغيرت حياتهم للأفضل.

لكن لم أكن أتوقع أن تمر تجربتي بهذا القدر من التوتر والخوف، بعد أيام قليلة من إجراء العملية، بدأت تظهر عليّ أعراض غير طبيعية: شعرت بألم شديد في المعدة لا يشبه ألم الجراحة المعتاد، كان الألم ممتدًا حتى الكتف الأيسر، و رافقه ارتفاع في درجة الحرارة وغثيان متواصل، كان قلبي ينبض بسرعة، وبدأ القلق يسيطر عليّ، قرأت من قبل عن متى يزول خطر التسريب بعد التكميم ولكن لم أتصور أنني قد أكون من تلك النسبة القليلة التي تتعرض له.

توجهت فورًا إلى الدكتور عائض القحطاني، وهناك بدأت رحلة التشخيص والعلاج، أجرى لي الطبيب فحوصات دقيقة باستخدام الأشعة لتحديد ما إذا كان هناك تسريب في مكان تدبيس المعدة، وبعد تأكيد وجود تسريب بسيط، بدأ العلاج الفوري لتدارك الوضع قبل تفاقمه.

الخطوة الأولى كانت التوقف التام عن تناول الطعام أو الشراب وتم تغذيتي عبر الوريد إلى جانب إعطاء مضادات حيوية قوية لمنع انتشار العدوى، في بعض الأوقات شعرت بالخوف من المضاعفات، خاصة عندما أخبرني الدكتور عائض القحطاني أن عدم التدخل السريع في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى التهابات خطيرة في تجويف البطن أو حتى تسمم الدم.

لكن، بفضل الله أولًا ثم بفضل سرعة تشخيص الحالة وكفاءة الدكتور عائض القحطاني والفريق الطبي، بدأت حالتي تتحسن تدريجيًا، التزمت تمامًا بالتعليمات الطبية، واتبعت نظامًا غذائيًا دقيقًا خلال فترة النقاهة، وامتنعت عن أي مجهود بدني، كنت أراجع الدكتور بشكل منتظم، وأراقب أي أعراض جديدة قد تظهر.

بعد أسابيع من المتابعة والعناية، تلاشت الأعراض تدريجيًا، وعاد جسمي إلى وضعه الطبيعي، وخلال الأشهر التالية، بدأت ألاحظ تحسنًا كبيرًا في صحتي العامة، ليس فقط بسبب فقدان الوزن الذي تجاوز 75 كيلوجرامًا بل أيضًا لأنني أصبحت أكثر نشاطًا وثقة بنفسي.

الدروس التي تعلمتها:

  1. الاختيار الدقيق للطبيب: لا مجال للتهاون عند اختيار جراح السمنة؛ فخبرته وكفاءته تقلل من احتمالية المضاعفات مثل التسريب.
  2. الانتباه للأعراض المبكرة: الألم غير المعتاد، الحمى، والغثيان، كلها إشارات لا يجب تجاهلها بعد التكميم.
  3. الالتزام الصارم بتعليمات ما بعد الجراحة: تناول الطعام بكميات محددة، والراحة، ومواعيد المتابعة، كلها عوامل حاسمة في الوقاية من التسريب.
  4. الصبر والثقة: التعافي قد يكون بطيئًا أحيانًا، لكنه يتحقق مع الالتزام والرعاية الطبية السليمة.

هل التسريب بعد التكميم خطير؟

نعم، التسريب بعد عملية التكميم يُعد من المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد حياة المريض إذا لم تُشخّص وتُعالج سريعًا، فالتسريب يعني خروج محتويات المعدة (مثل العصارة الهضمية) إلى تجويف البطن، مما قد يؤدي إلى التهابات شديدة، عدوى بكتيرية، تسمم الدم، أو حتى فشل أعضاء متعددة، لذا فإن الاكتشاف المبكر والعلاج السريع ضروريان لتفادي العواقب الوخيمة.

متى تلتئم المعدة من الداخل بعد التكميم؟

عادةً ما تبدأ المعدة في الالتئام من الداخل خلال أول 6 إلى 8 أسابيع بعد العملية ومع الالتزام بالتعليمات الغذائية والطبية يكتمل التئام المعدة بشكل تام في فترة تتراوح ما بين 6 أشهر إلى سنة وخلال هذه الفترة تقل فرص حدوث التسريب تدريجيًا حتى تزول تمامًا.

هل تسريب المعدة يؤدي إلى الوفاة؟

قد يؤدي تسريب المعدة إلى الوفاة في حال عدم اكتشافه مبكرًا أو إهمال علاجه، فالمضاعفات الناتجة عنه مثل التهاب الصفاق الصدمة الإنتانية أو فشل الأعضاء الحيوية قد تُهدد الحياة، لذلك يجب الانتباه إلى أعراض التسريب مثل الحمى، ألم البطن أو الكتف، سرعة ضربات القلب، وضيق التنفس والتوجه للطبيب فورًا عند ظهورها.

في النهاية، يمكن القول إن خطر التسريب بعد التكميم لا يستمر طويلًا، ومع الالتزام بتعليمات الطبيب والإجراءات الوقائية، يمكن تقليله بشكل كبير، وبالنسبة لمن يتساءل متى يزول خطر التسريب بعد التكميم، فعادة ما يختفي خلال أسابيع إذا لم تظهر أي أعراض مقلقة، ويجب توضيح أن المتابعة الدورية والكشف المبكر يظلان الأساس لضمان التعافي الكامل.