تعد السمنة من امراض العصر الاكثر انتشاراً و تنتج عن خلل في التمثيل الغذائي ، والذي يحدث عندما نستهلك سعرات حرارية أكثر ممّا يحرقه الجسم، ما يؤدي إلى تخزين كميات مفرطة من الدهون الثلاثية في الأنسجة الدهنية، بدورها تزيد خطر الإصابة بمرض السكري (من النوع الثاني)،و العديد من أشكال مرض السرطان، أمراض الكبد الدهنية، الإضطرابات الهرمونية، كذلك ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب وزيادة الوفيات وغيرها.
وفي دراسات اجريت على مجموعة من مرضى السمنة المفرطة والتي اثبتت وجود خلل جيني ادى الى الاصابه بالسمنة حيث تتحكم الجينات في الشكل الظاهري للكائن الحي و لكن القوى الخارجية يمكنها تشغيل الجينات أو إيقافها، حيث تعطي الجينات تعليمات للجسم للاستجابة للتغيرات في البيئة المحيطة.
ومن أنواع السمنة الوراثية
(السمنة أحاديّة الجين ) هذا النوع نادر جداً ولكن يعتبر شديد الخطورة، ولا يوجد أيّ تأخر في النمو .
( السمنة المتلازمية ) يتميّز الأشخاص الذين يعانون من هذه السمنة بالتخلّف العقلي والتشوّهات التنموية الخاصة بالأعضاء
(السمنة المتعددة الجينات) والتي تؤثّر على عامة السكان، وقد يكون لها مخاطر صحية مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية .
الآن بعد معرفة أنواع السمنة، نلاحظ أنّ معظم الأشخاص الذين يعانون من السمنة يعود السبب إلى العوامل البيئية بشكل كبير والعوامل الوراثية بنسبة قليلة.
نادراً ما يحدث نمط واضح من السمنة الموروثة داخل الأسرة بسبب متغير معين من الجين الواحد (أي السمنة أحادية الجين)، معظم السمنة على الأرجح ناتجة من تفاعلات متعددة بالإضافة إلى الكثير من العوامل البيئية.
من الأدلة المتوفرة حاليًا ، يمكن استنتاج أن تكميم المعدة وربما إجراءات علاج السمنة الأخرى آمنة وفعالة في إدارة أشكال السمنة أحادية الجين والمتلازمية. ومع ذلك ، فإن التقييم الدقيق ومشاركة الأسرة والمتابعة في بيئة متعددة التخصصات أمر حيوي لنجاح الجراحة.